لكي لانقتل الحسين عليه السلام

لكي لانقتل الحسين عليه السلام



ان لدم الحسين عليه السلام حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد ولن تخمد ابدا تحرك فيهم روح التضحية والفداء من اجل الدين والقيم والمباديء السامية ولعل من روائع النهضة الحسينية انها حملت وجهين رئيسيين مندمجين متلازميين لايمكن ان يؤثر احدهما في الواقع الخارجي بمعزل عن الأخر فاحدهما يمثل جانب العَبرة ( بفتح العين ) والوجه الثاني يمثل جانب العِبرة ( بكسر العين ) وقد اشار لهذا المعنى الأمام جعفر الصادق عليه السلام عندما قال ( الحسين عَبرة وعِبرة ) ليقدم لنا افضل واعظم مدرسة شعائرية تجعل من العَبرة ( البكاء والحزن والعاطفة ولبس السواد ......، ) ركنا من اركان الثورة الحسينية لايمكن ان يؤدي دوره كما اراده الحسين من ثورته ( أني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولامفسداً ولا ظالماً انما خرجت لطلب الأصلاح في أمة جدي لكي امر بالمعروف وانهى عن المنكر ) دون الركن الثاني وهو العِبرة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأصلاح ومحاربة الفساد) . الا اننا ومع شديد الأسف نلاحظ ان السمة الغالبة على خطباء المنبر الحسيني المقدس قد ركزوا على جانب العَبرة وصبوا جُل اهتمامتهم عليه مقابل اهمال او تهميش جانب العِبرة بل الغائه بالمرة في كثير من الأحيان من خلال توظيف القضية الحسينية لخدمة الحكام ومجاملتهم والتزلف اليهم وهذا بحد ذاته هو قتل للحسين قبل ان يكون قتل لثورته الوضائة ..، نعم انه قتل للحسين بسيوف تدعي حبه والأنتماء اليه وهنا اذكر مثال واحد يؤكد ما قلته وهو ما يجري في العراق من دمار وفساد اعترفت به حتى الحكومة العراقية نفسها بشخوصها ومؤسساتها فضلا عن تقارير الأمم المتحدة ومع كل هذا نجد ان خطباء المنبر الحسيني في غفلة عن ذكر هذا او الأشارة اليه لا من بعيد ولا من قريب بل نراهم يمجدون ويوضفون النصوص الشرعية ليبرروا سلوك المفسدين وكأنهم يتحدوث عن حكومة علي بن ابي طالب عليه السلام ، وبذلك يفرغوا النهضة الحسينية المقدسة من ركنها الثاني ويُحرم الحاضرون من شذرات منيرة من فلسفة اهداف ثورة ابي الضيم عليه السلام الذي علمنا ان الراس يرتفع شأنه عندما يعتلي الرمح وان الموت سعادة مقابل الحياة مع الظالمين والتي هي برما حسب الفلسفة الحسينية ...، لماذا لانتعلم من ابنه زين العابدين عليهما السلام ان الجامعة التي وضعت على عنقه والقيود التي كبلت يديه ورجليه هي اعلى مراتب الحرية ولماذا لانتعلم من زينب الصبر والصمود وقول كلمة الحق امام السلطان الجائر....، لماذا لانفكر ونسأل لنفسنا ونحاكي السلوك والنهج الحسيني ..، فهذا الحسين بعد مقتل ابيه واخيه ورحيل جده وأمه صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين لم يكتفي بالبكاء والنحيب وابرازمظاهر الحزن والألم ولم يكتفي ايضا بذلك عندما انتشر الفساد وتسلط الظالمين على رقاب المسلمين بل سطر اروع معاني الثورة والتضيحة والفداء واسس جامعة نهضوية تُستلهم منها الدروس والعبر سواء كان على مستوى الأفعال او الأقوال فكان يختار الألفاظ والعبارت الحية التي تضمن استمرارية نهجه المقدس فتراه يقول : ( مثلي لايبايع مثله ) ولم يقل انا لا ابايع يزيد لكي يؤسس للأجيال قاعدة وقانو حسيني ان من يسير على نهجي ويدعي محبيتي لايبايع من يسر على نهج يزيد نهج الفساد والأنحراف ...، فلكي لانقتل الحسين علينا ان نجمع ونحق في خطاباتنا وسلوكنا جانب العَبرة وجانب العِبرة