كثيرا ما يتساءل البعض عن شخصية السيستاني الغامضة فهو يلف نفسه بهالة من القداسة أو يحاول أتباعه أن يلفوه بها.. بما يسمى إستراتيجية الغموض المتعمد فهو لا يخرج أبدا للناس علنا ولا يظهر في الفضائيات أو الإعلام ولا يتحدث إلى الصحافة وحتى زواره من المسؤولين يلتقون به ثم يخرجون قريبا من مقر إقامته ليصرحوا إلى الإعلام بأنهم التقوا به وتبركوا بلقائه..
ولكن السؤال المحير لماذا هذا الاحتجاب والانغلاق من قبل السيستاني وللجواب نقول بالتأكيد إن كل شخصية تقمصت دورا هي ليست أهلا له وليست في حجمه وخطره ومن الممكن والمتوقع أن ينكشف ضعفها وهزالتها وركاكتها وزيفها في حال برزت للعلن وتحدثت جهرا للناس فمن الأفضل عندئذ ان تكون بعيدة عن كل ما يؤدي إلى انكشافها وفضحها فكيف بمن استولى على منصب قدسي ألا وهو المرجعية فبالتأكيد بل من المتوقع جدا أن ينكشف زيف السيستاني وضحالة علمه فضلا عن العقدة التي يعاني منها وهي لكنته الفارسية, فيما إذا ظهر وتحدث إلى الناس مباشرة..
ونخرج بنتيجة مهمة جدا إن هكذا شخصية تلف نفسها بالغموض والقداسة هي ابعد ما تكون عن القداسة في شي بل شخصية مريضة وشهوانية لا يشبع نهمها ولا استمرارها واستحواذها إلا بالاختباء خلف ستراتيجية التقوقع او هالة من الحجب ليكون درعا واقيا لها لانها تكون دائما محط تقديس من السذج والبسطاء.
فهو ايضا يمارس ما يطلق عليه لعبة الرموز فهو شيطان ينقل عنه لكنه لا يتحدث مما يتيح له لاحقا تاكيد ما يروق له او ينفيه حسب ما تقتضيه مصلحته الشخصية ومصلحة حاشيته..
وكثيرا من الأحيان يعلن عن رأي السيستاني في قضية معينة ويتم نشرها بواسطة وكلائه المنتشرين في قصبات العراق كما حدث في قضايا الانتخابات والاستفتاء على الدستور ولكن لما يتضح فيما بعد فشلها يتم التنصل عن هذه الآراء او الأقوال بحجة إنها ليست صادرة من السيستاني.. وهكذا يبقى بعيدا عن دائرة الاتهام او المسؤولية..