منتديات وادي الرافدين
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر في منتديات وادي الرافدين يسرنا انضمامك لاسرتنا .....,,,,,
منتديات وادي الرافدين
اهلا وسهلا بك عزيزي الزائر في منتديات وادي الرافدين يسرنا انضمامك لاسرتنا .....,,,,,
منتديات وادي الرافدين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات وادي الرافدين


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
+3
بنوتة العراقية
MY LOVER
انور اصلاح
7 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
انور اصلاح
°o.O ( وادي مشارك ) O.o°
انور اصلاح


المشاركات : 91
تاريخ التسجيل : 23/09/2011

الــــعمـــر : 33
الـاقــامــــة : العراق
قوة النشاط : 4770
الـشعبية : 2

نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام   نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 10:38 pm

ا الفصل الثاني ــ الأمام الرضا (ع) و ولاية العهد
المبحث الأول / أسباب اختيار الخليفة المأمون الإمام الرضا (عليه السلام) لولاية العهد
تسلّم الخليفة المأمون زمام الحكم سنة (198هـ/813م) بعد حروب دامية استمرت خمس سنوات مع اخيه الامين فكان عليه ان يكون دقيقاً في اختيار ولاية العهد انسجاماً مع دقة الظروف في تلك الفترة ، وليس من السهل ان يختار اياً من بني ابيه او غيرهم ، بل لابد من اخضاع كل خطوة للدراسة الدقيقة ، فأن الوضع السياسي جعله يفكر بارضاء العلويين على حساب العباسيين ، لانه رأى من الحكمة ان يقرب البيت العلوي حفظاً للمركز الذي هو فيه(1).
اختلفت آراء المؤرخين في الاسباب التي دفعت بالخليفة المأمون لاختيار الامام الرضا (عليه السلام) ولياً لعهده حسب اختلاف مشارب اهواء الناس ومذاهبهم ، فقد اشار النوبختي: (ان المأمون لما اظهر فضل علي الرضا وعقد بيعته فعل ذلك تصنعاً للدنيا)(2).
وعلل الشافعي اختيار الخليفة المأمون للامام الرضا (عليه السلام) بقوله: (... ونما ايمانه وعلا شأنه وارتفع مكانه وكثر اعوانه وظهر برهاه حتى احلّه الخليفة المأمون محل مهجته واشركه في مملكته ...)(3).
اما ابن خلدون فيرى: (ان المأمون لما رأى كثرة الحزب العلوي واختلاف دعاتهم ، وكان يرى رأيهم او قريب منه في شأن علي والسبطين فعهد من بعده لعلي الرضا)(4).
ويرى الشيبي ان دوافع الخليفة المأمون بذلك لمحاولة بقوله: (ان المأمون جعله ولي عهده لمحاولة تألف قلوب الناس ضد قومه العباسيين الذين حاربوه ونصروا اخاه ...)(5).
وعلى مايبدو لنا ان الظروف السياسية املت على الخليفة ان يختار الامام الرضا (عليه السلام) ولياً للعهد وتعتبر خطوة جريئة وحدث تاريخي بالغ الخطورة اشغل الرأي العام وكان يرمي من ذلك الى الحفاظ على كيان الخلافة بالدرجة الاولى.
ان المصادر التاريخية القريبة من عهد الامام الرضا (عليه السلام) توضح لنا بصورة جلية خطأ ما ذهب اليه بعض المؤرخين اذ ان السبب الرئيسي في اختيار الخليفة للامام (عليه السلام) ولياً لعهده سنجده في الرواية التالية التي اوردها الشيخ الصدوق عن ابي الصلت الهروي قائلاً: (ان المأمون قال للرضا (عليه السلام) يا ابن رسول الله قد عرفت علمك وفضلك وزهدك وورعك واراك احق بالخلافة مني ، قال الامام (عليه السلام): بالعبودية لله عزوجل أفتخر بالزهد في الدنيا ارجو النجاة من شر الدنيا وبالورع عن المحارم ارجو الفوز بالمغانم وبالتواضع في الدنيا ارجو الرفعة عند الله عزوجل ، قال المأمون: فأني رأيت ان اعزل نفسي عن الخلافة واجعلها لك وابايعك ، قال الامام (عليه السلام): ان كانت الخلافة لك والله جعلها لك فلا يجوز لك ان تخلع لباساً البسك الله وتجعله لغيرك وان كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك ان تجعل لي ما ليس لك ، فقال المأمون: يابن رسول الله فلابد من قبول هذا الامر ، قال الامام (عليه السلام): لست افعل طايعاً ، فما زال المأمون يجهد به اياماً ، حتى يائس من قبوله ، فقال المأمون: فأن لم تقبل الخلافة ولم تحب مبايعتي لك؟ فكن ولي عهده لتكون الخليفة من بعدي ، قال الامام (عليه السلام): والله لقد حدثني ابي عن آبائه عن امير المؤمنين (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه واله) ، اني اخرج من الدنيا قبلك مسموماً مقتولاً بالسم مظلوماً تبكي عليّ ملائكة السماء وملائكة الارض وادفن في ارض غربة الى جنب هارون ، فبكى المأمون ثم قال: يابن رسول الله ومن الذي يقتلك او يقدر على الاساءة اليك وانا حي ، فقال (عليه السلام): اما اني لو اشاء ان اقول لقلت من الذي يقتلني؟ فقال المأمون: يابن رسول الله انما تريد بقولك هذا التخفيف من نفسك ودفع هذا الامر عنك ليقول الناس انك زاهد في الدنيا ، قال الامام (عليه السلام): والله ما كذبت منذ خلقني ربي عزوجل وما زهدت في الدنيا للدنيا واني لا اعلم ما تريد ، فقال المأمون: وما اريد؟ ، قال (عليه السلام): الامان على الصدق ، قال المأمون: لك الامان ، قال (عليه السلام): تريد بذلك ان يقول الناس ان علي بن موسى لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه الا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الخلافة ، فغضب المأمون وقال: انك تتلقاني ابداً بما اكرهه وقد امنت سطوتي فبالله اقسم لئن قبلت ولاية العهد والا اجبرتك على ذلك فان فعلت والا ضربت عنقك ، فقال الامام (عليه السلام): قد نهاني الله عزوجل ان القي بيدي التهلكة فأن كان الامر على هذا فأفعل مابدا لك وانا اقبل ذلك على ان لا أولي احداً ولا اعزل احداً ولا انقض رسماً ولا سنة واكون في الامر بعيداً مشيراً ، فرضي منه ذلك وجعله ولي عهده على كراهة منها بذاك)(1).
فضلاً عن هذا السبب المهم فاننا لاندعي بأنه أي حدث تاريخي مهماً كان صغيراً او كبيراً ينتج عن عامل واحد وانما تتظافر مجموعة من العوامل فيما بينها لتؤدي بالحدث التاريخي ، وفي هذه الحالة التاريخية فان هنالك عدة عوامل دفعت الخليفة المأمون لتوليته الامام الرضا (عليه السلام) ولاية العهد على النحو التالي:
اولاً: العوامل السياسية
أراد الخليفة المأمون ان يأمن الخطر الذي يتهدده من قبل شخصية الامام الرضا (عليه السلام) الذي يرضي العامة والخاصة ، وبذلك لايعود بأستطاعته ان يدعو الناس للثورة عليه ، ولا ان يأتي بأية حركة ضد الحكم بعد ان اصبح ولياً للعهد فيها ، وقد اشار الخليفة الى ذلك عندما اجاب جمعاً من العباسيين عندما عاتبوه على ما اقدم عليه من البيعة للامام (عليه السلام) بقوله: (... قد كان الرجل [الرضا] مستترا عنا ، يدعو الى نفسه فأردنا ان نجعله ولي عهدنا ليكون دعاؤه لنا ، وليعترف بالملك والخلافة لنا ، وليعتقد فيه المفتونون به بأنه ليس مما ادعى في قليل ولا كثير ، وان هذا الامر لنا دونه ... وقد خشينا ان تركناه على تلك الحال ، ان ينفتق علينا منه مالا نسده ، ويأتي علينا ما لانطيقه ... والان ... فاذا فعلنا به ما فعلنا واخطأنا في امره بما اخطأنا واشرفنا من الهلاك بالتنويه باسمه على اشرفنا ، فليس يجوز التهاون في امره ولكننا نحتاج ان نضع منه قليلاً قليلاً حتى نصوره عند الرعية بصورة لايستحق هذا الامر ثم ندبر فيه بما يحسم عنا مواد بلائه ...)(2).
يظهر لنا ان العلويين المعارضين للدولة العباسية كانوا يعملون في الخفاء ولم يكن يعرف الخليفة عنهم أي ولما كان الرضا (عليه السلام) اصبح ولي عهد الخليفة فأنه سيتعرف على الداخل والخارج عليه وبذلك يمكن معرفة القادة العلويين عن قرب وانهم قد امنوا على انفسهم بعد ان اصبح امامهم ولياً للعهد ، وعلى مايبدو ان ذلك اقتصرت على فترة محدودة ، عاد الخليفة بعدها بالتضييق على الامام (عليه السلام) كما سنرى لاحقاً.
ثانياً: لأغراض اجتماعية
ان يجعل الخليفة المأمون الامام (عليه السلام) تحت المراقبة الدقيقة والواعية عن قرب من الداخل والخارج ، ولايستبعد انه قصد من تزويجه من ابنته ام حبيبة(1) لتكون عليه رقيباً داخلياً موثوقاً به ويطمئن الامام (عليه السلام) نفسه ، كذلك كان الخليفة يدس الوصائف هدية ليطلّعنه على اخبار من شاء(2)، وجعل الخليفة على كل واحد صاحب خبر(3).
بل وضع الخليفة عيوناً اخرين يخبرونه بكل حركة من حركاته فكان هشام بن ابراهيم الراشدي من اخص الناس عند الامام (عليه السلام) وكانت اموره تجري من عنده ، لاسيما بعدما حَمُل الى مرو حيث اتصل به الفضل بن سهل وزير المأمون وكذلك الخليفة نفسه فحظي بذلك عندهما وكان لايخفي عليهما شيء من اخبار الامام (عليه السلام) فولاه الخليفة حجابة ولي العهد ، وكان لايصل الى الامام (عليه السلام) الا من احب وضيق من كان يقصد مواليه ، ولم يكن يتكلم الرضا (عليه السلام) في داره بشيء الا اورده هشام على الخليفة ووزيره(4).
وحتى عندما انزل الامام (عليه السلام) بمنزل مجاور للخليفة عند وصوله الى مرو ، كان الهدف منه جعله (عليه السلام) قريباً منه ليتمكن عزله عن الحياة الاجتماعية وابعاده عن الناس حتى لايؤثر عليهم بما يمتلكه من قوة الشخصية والعلم ولايمارس أي نشاط يكون له دور رئيس فيه خصوصاً مع رجال الدولة ومنعه من اصدار الاوامر كي لايؤثر على مستقبل الخلافة(5).
ودليلنا على التضييق على الامام (عليه السلام) ما كتبه الى احمد البزنطي يقول (عليه السلام) ( واما ما طلبت من الاذن عليّ فان الدخول اليّ صعب وهؤلاء قد ضيقوا عليّ في ذلك الان ...)(1).
وتم ابعاد تلامذته عنه باخبارهم بانشغاله عن تدريسهم كي لايظهر علمه ، فضلاً عن ارجاع الامام (عليه السلام) عن صلاة العيد(2)التي سنبيتها لاحقاً.
ثالثاً: كسب الرأي العام
كان الخليفة المأمون على علم بما يكّنه المجتمع الاسلامي من كراهية وبغض للاسرة العباسية قبل ان يتولى الخلافة فأراد ان يفتح صفحة جديدة ويلقي الستار على سياسة آبائه الذين موهوا على الناس بادعائهم بانهم يدعون الى ابناء علي بن ابي طالب (عليه السلام) لانهم اقرب الى القلوب من العباسيين واعظم شأناً ومنزلة عند المسلمين وبذلك ولى ولاية العهد الى الامام الرضا (عليه السلام)(3).
لقد ربط الامة بالخلافة وكسب ثقتها فيه وشد قلوب الناس وانظارهم اليه ، ومصداقاً لهذا القول فقد اورد المؤرخون ، ان الخليفة كتب الى عامله في المدينة ان يخطب بالناس ويدعوهم الى بيعة الرضا (عليه السلام) ، فقام خطيباً فقال: (يا ايها الناس هذا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب
ســتة ابـاؤهــم مـاهـــم * من افضل من يشرب صوم الغمام(*))(4)
وباختياره لولي العهد الامام (عليه السلام) حصل عن لكل عمل يقوم به مستقبلاً ، ومنها الفضل بن سهل عندما قتل ثار مؤيدوه فلجأ الخليفة الى الامام (عليه السلام) واحتمى في بيته خوفاً من الثوار خارج القصر ، وترجى الخليفة الامام (عليه السلام) بالخروج اليهم لتفريقهم وفعلاً حدث ذلك وتفرقوا احتراماً له ، وقد افسح المجال تلقائياً لتصفيـة حساباته مع خصومه اياً كانـوا وبأية وسيلة دون ان يخشى أية ردة فعل تجاه افعاله(1).
ان اراء المجتمع الاسلامي في الامصار الاسلامية قد تباين بين مؤيد ومعارض لتولية الامام الرضا (عليه السلام) لولاية العهد ، فقد تلقاه البعض بنفوس طيبة وقلوبٍ راضية ، ففي بغداد وهي معقل العباسيين الاول وعاصمتهم الكبرى كان هنالك متعاطفين الى درجة كبيرة مع العلويين ايدوا ذلك القرار ، حتى ان ابراهيم بن المهدي(*) الذي تولى الخلافة العباسية بعد ان خلع اهل بغداد للمأمون استنشاط غضباً من توليه الامام (عليه السلام) لولاية العهد ولوجود ذلك التعاطف في بغداد ، ولم يستطع السيطرة على الكوفة والبصرة اضافة الى بغداد(2)وفي الكوفة معقل العلويين على مر التاريخ استمر الصراع والحرب اشهراً عده بين انصار الخليفة المأمون وعليهم الخضرة وانصار العباسيين وعليهم السواد وهو شعارهم(3).
ونستنتج من ذلك ان الخليفة المأمون بأخذه البيعة للامام الرضا (عليه السلام) وقبوله بها يكون قد اكسب خلافته شرعية اوسع ادت بالنتيجة النهائية كسب الرأي العام لصالحه.
رابعاً: تهدئة الاوضاع الداخلية
إستوعب الخليفة حجم المتغيرات الداخلية وعرف ميزان القوى اخذ يميل لصالح العلويين بعدما ادرك عقم المعالجة القمعية ، فسلك سياسة جديدة تمثلت بالتقرب منهم وفق خطط مدروسة بعناية وكان من نتيجة هذه السياسة اخماد الثورات العلوية(**) في جميع الولايات والامصار الاسلامية وقد استخدم الخليفة المأمون شعار الرضا من آل محمد (صلى الله عليه واله) لكسب ود الثائرين والمعارضين وبذلك استجاب الثوار لهذه البيعة التي عقدها للامام الرضا (عليه السلام) وبالفعل بايع الثوار بعد ان اعلن الخليفة العفو العام عن قادة الثورات ، وبذلك استراح من الخطر المحدق بدولته وفي هذا المجال يقول: (... ما ظنت احداً من آل ابي طالب يخافني بعد ما عملته بالرضا [لولاية العهد] ...)(1).
ومن جانب آخر كانت الفرقة الزيدية(*) تزداد قوة وتشيع افكارها وتتمتع بنفوذ واسع وان الزيدية كانت ترفع شعار الرضا من آل محمد (صلى الله عليه واله) وهو ذات الشعار الذي رفعه العباسيون في بداية دعوتهم(2) ولم يكن تولية الامام الرضا (عليه السلام) الا مصدقاً لذلك الشعار امام انظار الناس ، وبذلك اصبح القرار حجة على الزيدية استطاع من خلالها شل حركتهم مع سابق علمه بسوء العلاقة بين العلويين والزيديين ، كذلك ضرباً للثائرين العلويين من اخوة الامام (عليه السلام) بأخيهم(3).
الا ان اتباع اهل البيت (عليه السلام) ادركوا هذا المخطط حيث: (ان البيعة ذاتها لم تقرب جميع العلويين من المأمون ولكنها ارضت قسماً منهم ...)(4).
بل ذهب البعض منهم الى ان البيعة لم تُرْضِ احدٍ منهم: (لم تكن البيعة لعلي الرضا ترضي نفوس الشيعة ولاتقنعهم بالولاء للمأمون ، فقد اعتبرت الشيعة هذه البيعة وسيلة لتسكين خواطرهم ودفعها الى الركون والهدوء والسلام ...)(5).
خامساً: ابعاده عن الزهد في الدنيا
ومن اهم الاسباب التي كان ينشدها الخليفة المأمون في هذه البيعة ، اظهار الامام (عليه السلام) امام العامة بأنه ليس من الزاهدين في الدنيا ، بل من عشاقها من خلال قبول ولاية العهد ، وان اسناد المنصب اليه يكون كفيلاً باظهاره للناس بالعمل لا بالقول ، فيصبح رجلاً دنيوياً ، وان تظاهره بالزهد والتقوى ليس الا ستاراً زائفاً لا واقع له ، كذلك الفارق الكبير بالسن بين الخليفة وولي العهد ، فان الامام (عليه السلام) اكبر من الخليفة بـ (22سنة) فالفارق بينهما يعد عاملاً موجباً لجعله عرضة لشكوك الناس كي يقولوا انه ليطمع ان يعيش الى ما بعد الخليفة الفعلي ، فيؤكد الخليفة المأمون بقوله: (... يعتقد فيه المفتونون به بأنه ليس مما ادعى فيه قليل ولا كثير ...)(1).
كان الامام (عليه السلام) يَدرك الخطه بقوله (عليه السلام): (... تريد ان يقول الناس ان علي بن موسى لم يزهد في الدنيا ، بل زهدت الدنيا فيه ، الا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً بالخلافة ...)(2).
وعن الريان بن الصلت(*) يقول: (دخلت على الرضا ، فقلت: يابن رسول الله ، ان الناس يقولون: انك قبلت ولاية العهد مع اظهارك الزهد في الدنيا؟! ، فقال (عليه السلام): قد علم الله كراهيتي لذلك فما خيّرت بين قبول ذلك وبين القتل ، اخترت القبول على القتل ، ويحهم اما علموا ان يوسف (عليه السلام) كان نبياً ورسولاً فلما دفعته الضرورة الى تولي خزائن العزيز ، بقوله تعالى: (قَاَلَ اجعَلِني على خَزَائِنِ الارَضِ اِنّيِ حَفيظٌ عَلِيمُ)(3) ودفعتني الضرورة الى قبول ذلك واكراه واجبار بعد الاشراف على الهلاك على أني مادخلت في هذا الامر الا دخول خارج منه فالى الله المشتكى وهو المستعان)(4).
وقد اوضح القفطي نوايا الخليفة باظهار اخطاء العلويين لاسيما الامام الرضا (عليه السلام ) من خلال اسناد منصب ولاية العهد ، فالخليفة العباسي يرى ان بقاء آل البيت مبتعدون عن الحكم والسياسة يجعلهم بمنأى عن الخطأ وبذلك يعظم تقديسهم لدى العامة ولاسيما اتباعهم ، ويتبين ذلك في معرض حديث المنجم عبدالله بن سهل(**): (... وكان المأمون قد رأى آل امير المؤمنين علي بن ابي طالب متخشين متخفين من خوف المنصور ، وما جاء من بني العباس ورأى العوام قد خفيت عنهم امورهم بالاختفاء ، فظنوا ما يظنونه الانبياء ، ويتفوهون بما يخرجهم عن الشريعة من التغالي ... فأراد معاقبة العامة على هذا الفعل ... ثم فكر انه إِذا فعل بالعوام زادهم اغراءً به ، فنظر نظراً دقيقاً ، وقال: لو ظهروا للناس ورأوا فسق الفاسق منهم وظلم الظالم لسقطوا من اعينهم ولا انقلب شكرهم لهم ذماً ... ثم قال: اذا امرناهم بالظهور خافوا وآستتروا وظنوا بنا سوءاً وانما الرأي ان نقدم احدهم ويظهر لهم اماماً ، فاذا رأوا هذا آنسوا وظهروا ، واظهروا ما عندهم من الحركات الموجوده في الآدميين ، فيحق للعوام حالهم ، وما هم عليه ، مما خفي بالاختفاء ، فاذا تحقق ذلك ازلت من اقمته ، ورد الامر الى حالته الاولى ... وقوي هذا الامر عنده ، وكتم باطنه عن خواصه ... واظهر لوزيره الفضل بن سهل انه يريد ان يقيم إِماماً من آل امير المؤمنين علي (عليه السلام ) وفكر فيمن يصلح فوقع اختياره على الرضا ، فاخذ الفضل بن سهل في تقرير ذلك وترتيبه وهو لايعلم باطن الامر واخذ في اختيار وقت البيعة للرضا ، ...)(1).
ويؤيد احد الباحثين القفطي فيما ذهب اليه بقوله: (انه رأى ان عدم تولي العلويين للخلافة ، يكسب ائمتهم شيئاً من التقديس ، فاذا ولّوا الحكم ظهروا للناس ، وبان خطؤهم وصوابهم ، فزال عنهم هذا التقديس ...)(2).
وعلى مايبدو لنا من مقالة كلًّ من القفطي واحمد امين تؤدي الى غاية واحدة وهي انهم ينظرون الى تسلم الامام الرضا (عليه السلام ) لسدة الحكم يفقده الاحترام والتقدير والمحبة في قلوب الناس ، متناسين ان الامام (عليه السلام ) ومن سبقه من ابائه الطاهرين (عليه السلام ) ضربوا بسهم وافر من الاجلال والتقدير في كلا الموضعين سواءً كانوا متولين للحكم ام مبتعدين فزهدهم وترفعهم عن الزلل والخطأ يجعلهم دائماً بمنأى عن الشبهات.
ومن خلال عرض الاسباب التي دفعت بالخليفة المأمون لجعل الامام الرضا (عليه السلام ) ولياً للعهد نرى ان الخليفة ادرك ان الخلافة العباسية كانت تمر بدور خطير فقد عصفت بها الثورات من كل جانب فضلاً عن عدم استقرار الاوضاع السياسية في عهده لاسيما ابان قتله لاخيه الامين وانقسام البيت العباسي فكان لابد له بعد ان تسنمها من ان يجمع ما انفرط من عقد دولته نتيجة هذه الظروف اعلاه فكان اختياره للامام الرضا (عليه السلام ).
اما ما ذكر عن دور الوزير الفضل بن سهل حول اختيار الامام الرضا (عليه السلام ) لولاية العهد واقناع الخليفة بذلك ، فهنالك رواية صريحة تؤكد ان الخليفة هو الذي دبر لتولي الامام الرضا (عليه السلام ) ولاية العهد ولم يكن للفضل بن سهل أي دور في هذا العمل ، روي عن الريان ابن الصلت عن الخليفة المأمون حيث يقول: (لقد اكثر الناس في بيعة الرضا من القواد والعامة وقالوا ان هذا من تدبير الفضل بن سهل ، فبلغ المأمون ذلك فبعث اليّ في جوف الليل فصرت اليه ، فقال: يا ريان ايجسر احد ان يجيء الى خليفة وابن خليفة وقد استقامة له الرعية والقواد واستقرت له الخلافة فيقول له ادفع الخلافة من يدك الى غيرك ، ايجوز هذا في العقل؟ قلت لا والله يا امير المؤمنين ما يجسر على هذا احد ، قال: لا والله ما كان كما يقولون ... فلما وافى الله عزوجل لي بما عاهدته عليه ، اجبت انا في الله تعالى بما عاهدته ، فلم ارى احد احق بهذا الامر من ابي الحسن الرضا فوضعتها فيه فلم يقبلها الا على ما قد علمت)(1).
وقد اورد المؤرخون روايات متناقضة عن دور الفضل بن سهل للبيعة فمنهم من قلل دوره ، فقد اشار ان الفضل لم يعلم بالامر الا بعد عزم الخليفة على ذلك ووجه واعلمه انه يريد عقد البيعة للامام الرضـا (عليه السلام ) فضلاً عن ان الحسن بن سهل(*) لم يحبذ ذلك بل حذر الخليفة كثيراً منه(2).
اما القسم الاخر من الباحثين القدامى والمحدثين فيقول إنه هو القائم بهذا الامر وقد بذل جهده في تحريض الخليفة على البيعة للرضا (عليه السلام ) من بعده واراد ان يخرج الخلافة من البيت العباسي الى البيت العلوي ، فأجابه الخليفة الى طلبه وانه فعله عن حسن ظن في العلويين وان يتقرب الى الله (عزوجل) والى رسول الله (صلى الله عليه واله) بصلة رحمه ليمحو ما كان الرشيد فيهم خاصة وكان للفضل القول النافذ لدى الخليفة فأصبحت كل بادرة تحصل تعزى اليه(3).
لقد استطاع الخليفة ان يبرىء ساحة نفسه ويجعل وزيره هو المسؤول عما حدث من مجريات سياسية ، لكن بعد فوات الاوان ادرك الفضل بن سهل حراجة موقفه لذا نراه يمتنع من الذهاب الى بغداد لانه يعرف ما سوف يواجهه من مشاكل واخطار ونلمس ذلك برده على الخليفة قائلاً: (... يا امير المؤمنين ان ذنبي عظيم عند اهل بيتك وعند العامة والناس يلومونني بقتل اخيك المخلوع وبيعة الرضا ولا أمن السعاة والحساد واهل البغي ان يسعوا بيّ ، فدعني اخلفك بخراسان ...)(2).
وعلى ما يبدو ان الخليفة رفض الاستجابة لمطالب وزيره الفضل ، لانه يريد التخلص منه لسببين ، الاول ، لانه يمثل خطر على دولته فقد كان يخفي ما يجري في الاقاليم الاسلامية عنه وخاصة في بغداد وقد اعلمه الامام (عليه السلام) بذلك ، والثاني كان يرمي الى التخلص منه لغرض التقرب من العباسيين في بغداد وينال رضاهم.
المبحث الثاني / الامام الرضا (عليه السلام) ولياً للعهد
ان اسناد منصب ولاية العهد للامام الرضا (عليه السلام) قد يعّد سابقة خطيرة في السلوك السياسي العباسي وذلك بتنازل الحاكم للمعارضة ويعرض عليها تقاسم الخلافة ، هنالك رأيان الاول حملها البعض على لجدية واثنى على الخليفة المأمون ووصفه بالتجرد مستنداً بقول الخليفة لوزيره الفضل بن سهل بما نصه: (... اني عاهدت الله ان اخرجها الى افضل آل ابي طالب ، ان ظفرت بالمخلوع [الامين] ، وما اعلم احد افضل من هذا الرجل [الرضا (عليه السلام)] على وجه الارض(1)) فلما رأيا عزيمته عن ذلك امسكا عن معارضته فارسلهما [الفضل والحسن بن سهل] الى الرضا(2).
اما الرأي الثاني فيقول ان اسناد ولاية العهد للامام (عليه السلام) كان لغرض سياسي لما رأى كثرة العلويين واختلاف دعائهم ، فعهد لعلي الرضا ، وبذلك اراد الخليفة تمشية لاموره الدنيوية لوقت يتأكد فيه من هيمنته على الامور(3).
امر الخليفة الوزير الفضل بن سهل ان يحضر مع اخيه الحسن بن سهل ، ليتناقشوا في امر البيعة لعلي الرضا (عليه السلام)، فجعل الحسن يعظّم ذلك ويعرفه ما فيه من اخراج الامر من اهله بني العباس عليه ، لكن الخليفة أصر على البيعة ، وارسل الفضل بن سهل رسالة للامام (عليه السلام) الى المدينة يطلب فيها القدوم الى مرو ليتسلم الخلافة ، لكن الامام (عليه السلام) رفض الاستجابة لهذا الطلب(4).
ثم ارسل الخليفة المأمون وفداً رسمياً لاشخاص الامام (عليه السلام) من المدينة المنورة الى مرو العاصمة سنة (200هـ/815م) ، وكان يرأس الوفد الرجاء بن ابي الضحاك(*)، وقيل عيسى بن يزيد الجلودي(**)، ويستبعد العاملي ذلك بقوله: (ان الجلودي كان من قواد الرشيد وكان عدواً للامام الرضا (عليه السلام) وليس من الحكمة ان يبعثه المأمون لاشخاص الامام)(1)، لقد عهد الخليفة الى رئيس الوفد ان يأتي بالامام (عليه السلام) ، لقد عهد الخليفة الى رئيس الوفد ان يأتي بالامام (عليه السلام) عن طريق البصرة والاهواز(*) ثم مرو وان لايأتي به عن طريق الكوفة وقم(**) (2)
يبدو لنا ان الظروف السياسية في تلك الفترة فرضت على الخليفة المأمون ابعاد الامام (عليه السلام) في اثناء رحلته عن طرق المدن الموالية له ولاسيما الكوفة وقم لان تواجده قد تسبب وضعاً لاتحمد عقباه لانها تموج بفتن وثورات كثيرة.
لم يجد الامام (عليه السلام) بداً من الاجابة للامر فمضى الى قبر جده الرسول (صلى الله عليه واله) فورعه الوداع الاخير بعد توجه الى بيت الله الحرام ليودعه ، واقام ابنه الجواد (عليه السلام) مقامه وهو ابن سبع سنين او يزيد على ذلك ، وقال الامام الرضا (عليه السلام): (امرت جميع وكلائي وحشمي بالسمع والطاعة له ، وعرف اصحابه انه [الامام الجواد (عليه السلام)] القيم من بعده)(3).
غادر الامام (عليه السلام) بيت الله الحرام متوجهاً الى مرو وقد قوبل بمنتهى الحفاوة والتكريم والاجلال في كل بلد مر به فقد كانوا المسلمون يسارعون الى الاحتفاء والتبرك به ويسألونه عن احكام دينهم ، والامام (عليه السلام) يرد عليهم ويجيب على كل مسائله ويسألون عن احكام دينهم ، والامام (عليه السلام) يرد عليهم ويجيب على كل مسائله يطرحونها عليه ، وطوت القافلة البيداء ، حتى وصلت الى نيسابور واستقبل استقبالاً شعبياً ، وكان في الطليعة كبار العلماء والفضلاء من الذين روى (الحديث الذهبي)(4).
ثم واصلت القافلة سيرها حتى وصلت مدينة سناباد(*) وفيها دار حميد بن قحطبة الطائي(**) وفيها قبر هارون الرشيد ، فمضى اليها الامام (عليه السلام) وقال لمن حوله: (هذه تربتي وفيها ادفن ...)(1).
واخيراً وصل الامام (عليه السلام) الى العاصمة مرو واستقبل استقبالاً رسمياً وكان الخليفة المأمون في مقدمة مستقبيله ووزيره ذي الرئاستين الفضل بن سهل وبقية وزرائه ومستشاريه والقادة العسكريين وسائر ابناء الشعب ورحب به ترحيباً حاراً فانزله داراً جوار الخليفة واكرمه واعظم امره(2).
عرض الخليفة على الامام (عليه السلام) تنازله عن الخلافة فكتب له: (اني اريد ان اخلع نفسي من الخلافة واقلدك اياها ، فرفض الامام (عليه السلام) هذا الامر بقوله: اعيذك بالله يا امير المؤمنين من هذا الكلام وان يسمع به احد ... ، فرد الرسالة له وقال الخليفة: فاذا ابيت ما عرضت عليك فلابد من ولاية العهد بعدي ، فأبى فاستدعاه الخليفة وخلا به ومعه الفضل بن سهل وليس معهم احد في المجلس وقال له: اني قد رأيت اقلد امر المسلمين وافسخ ما في رقبتي واضعه في رقبتك ... فقال (عليه السلام) الله الله يا امير المؤمنين انه لاطاقة لي بذلك ولاقوة عليه ، فقال الخليفة كلاماً كالتهديد له على الامتناع من ذلك: ان عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة احدهم جدك امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) وشرط فيمن خالف منهم ان يضرب عنقه ولابد من قبولك ما اريده منك فاني لااجد محيصاً عنه ، فقال (عليه السلام): فاني اجيبك الى ما تريد من ولاية العهد على انني لا امر ولا انهى ولا افتي ولا اقضي ولا اولي ولا اعزل ولا اغير شيئاً مما هو قائم ... ، فاجابه الخليفة: الى ذلك كله)(3).
وبهر الوزير الفضل بن سهل وراح يقول: (واعجباً؟ رأيت الميمون امير المؤمنين يفوض امر الخلافة الى الرضا ورأيت الرضا يقول لاطاقة لي بذلك ولاقدرة لي عليه ، فما رأيت خلافة قط كانت اضيع منها ...)(1).
عقد الخليفة جلسة للخاصة في رمضان سنة (201هـ/816م) في العاصمة مرو وخرج الفضل بن سهل فأعلم الناس برأي الخليفة بعلي بن موسى وانه ولاه عهده وسماها الرضا وامرهم بلبس الخضره(*) وان يأخذوا رزق سنة والعودة للبيعة في الاسبوع القادم ، فما كان ذلك اليوم ركب الناس على طبقاتهم من القواد والقضاة والحجاب وغيرهم ولبسوا الخضره ، وجلس الخليفة ووضع للرضا (عليه السلام) وسادتين واجلسه على فراش عليه الخضره وعليه عمامة وسيف وامر ابنه العباس ان يبايع اول الناس فرفع الامام (عليه السلام) يده فتلقى بظهرها وجه نفسه وببطنها وجوهم ، فقال الخليفة ابسط يدك للبيعة ، فقال الامام (عليه السلام): ان رسول الله (صلى الله عليه واله) هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق ايديهم(2).
قام الخليفة المأمون وخطب: (ايها الناس جاءتكم بيعة علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) والله لو قرأت هذه الاسماء على الصم البكم لبرأوا باذن الله (عزوجل) ، وطلب من الامام (عليه السلام) ان يخطب بهم فحمد الله واثنى عليه وقال (عليه السلام): لنا عليكم حق برسول الله ولكم علينا حق به ، فاذا انتم اديتم الينا وجب علينا الحق لكم)(3).
وقد جاء تكليف الخليفة المأمون للامام الرضا (عليه السلام) بولاية العهد ، بموجب وثيقة رسمية وقع عليها كلا الطرفين وشهد عليها كبار رجال الدولة وهذا نصها بعد البسملة: (هذا كتاب كتبه عبدالله بن هارون الرشيد ، امير المؤمنين لعلي بن موسى بن جعفر ولي عهده ...
اما بعد: فان الله عزوجل اصطفى الاسلام ديناً واصطفى من عباده رسلاً دالين عليه ، وهادين اليه يبشر اولهم بأخرهم ، ويصدق تاليهم ماضيهم ، حتى انتهت نبوة الله الى محمد (صلى الله عليه واله) على فترة الرسل ، ودروس من العلم ، وانقطاع من الوحي ، واقتراب من الساعة ، فختم الله به النبيين وجعله شاهداً لهم ، ومهيمناً عليهم وانزل عليه كتابه العزيز ، الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد بما احل وحرم ووعد واوعد ، وحذر وانذر وامر به ونهى عنه ، لتكون له الحجة البالغة على خلقه ليهلك من هلك عن بينه ويحيا من حيّ عن بينه وان الله لسميع عليم.
فبلغ عن الله رسالته ودعا الى سبيله بما امره به من الحكمة والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي احسن ، ثم بالجهاد والغلظة ، حتى قبضه الله اليه ، واختار له ما عنده (صلى الله عليه واله) فلما انقضت النبوة وختم الله بمحمد (صلى الله عليه واله) الوحي والرسالة ، جعل قوام الدين ونظام امر المسلمين بالخلافة ، واتمامها وعزها ، والقيام بحق الله بالطاعة التي يقام بها فرائض الله تعالى وحدوده وشرائع الاسلام وسنته ويجاهد بها عدوه.
فعلى خلفاء الله طاعته فيما استحفظهم واسترعاهم من دينه وعباده ، وعلى المسلمين طاعة خلفائهم ، ومعاونتهم على اقامة حق الله وعدله وامن السبيل وحقن الدماء وصلاح ذات البين ، وجمع الالفة وفي خلاف ذلك اضطراب حبل المسلمين ، واختلافهم واختلاف ملتهم وقهر دينهم واستعلاء عدوهم وتفرق الكلمة وخسران الدنيا والاخرة.
فحق على استخلفه الله في ارضه وائمته على خلقه ان يجهد الله نفسه ، ويؤثر ما فيه رضى الله وطاعته ، ويعتمد لما الله موافقته عليه ، ومسائله عنه ، ويحكم بالحق ويعمل بالعدل فيما احله الله وقلده ، فان الله عزوجل يقول لنبيه داود: (يَادَاودُ إنّاَ جَعلنَاكَ خَلِيفةً في الارَضِ فَاحكمُ بينَ الناّسِ بِالحَقِ ولا تَتَبِع الهَوى فَيُضِلك عن سَبيِلِ الله أنَ الذين يَضّلَونَ عَنِ سبيل الله لهم عَذَابُ شَديدَ بما نَسُوا يَومَ الحِسَابِ)(1) ، وقال الله عزوجل: (فَوَربَكَ لَنَسئلّنهمُ أجَمعين)(2) و (عَمّاَ كاَنوا يَعمَلونَ)(1) ، وبلغنا ان عمر بن الخطاب قال: لو ضاعت سخله بشاطيء الفرات لتخوفت ان يسألني الله عنها.
وايم الله ان المسؤول عن خاصة نفسه ، الموقوف على عمله فيما بينه وبين الله ، ليعرض على امر كبير ، وعلى خطر عظيم ، فكيف بالمسؤول عن رعاية الامة ، وبالله الثقة ، واليه المفزع والرغبة في التوفيق والعصمة والتسديد والهداية الى ما فيه بثبوت الحجة والفوز من الله بالرضوان والرحمة.
وانظر الامة لنفسه ، وانصحهم لله في دينه وعباده من خلائقه في ارضه ، من عمل بطاعة الله وكتابه وسنة نبيه (صلى الله عليه واله) في مدة ايامه وبعدها ، واجهد رأيه فيمن يوليه عهده ، ويختاره لامامة المسلمين ورعايتهم بعده ، وينصبه علماً لهم ومفزعاً في جميع الفتهم ، ولم شعثهم ، وحقن دمائهم والامن باذن الله من فرقتهم ، وفساد ذات بينهم واختلافهم ورفع نزغ الشيطان وكيده عنهم فان الله عزوجل جعل العهد بعد الخلافة من تمام الاسلام وكماله ، وعزه وصلاح اهله والهم خلفاءه من توكيده لمن يختارونه له من بعدهم ما عظمت به النعمه ، وشملت فيه العافية ، ونقض الله بذلك مكر اهل الشقاق والعداوة والسعي والفرقة والتربص للفتنة.
ولم يزل امير المؤمنين منذ افضت اليه الخلافة فاختبر بشاعة مذاقها ، وثقل محملها ، وشدة مؤونتها ، وما يجب على تقلدها من ارتباط طاعة الله ، ومراقبته فيما حمله منها ، فانصب بدنه ، واسهر عينه واطال فكره فيما فيه عز الدين وقمع المشركين وصلاح الامة ، ونشر العدل ، واقامة الكتاب والسنة ، ومنعه ذلك من الخفض والدعة ، ومهنأ العيش ، علماً بما الله سائله عنه ، ومحبة ان يلقي الله مناصحاً له في دينه وعباده ومختاراً لولاية عهده ورعاية الامة من بعده افضل ما يقدر عليه في دينه وورعه وعلمه وارجاهم للقيام في امر الله وحقه مناجياً بالاستجارة في ذلك مسألته الهامه ما فيه رضاه وطاعته في اناء ليله ونهاره ، معملاً في طلبه والتماسه في اهل بيته من ولد عبدالله بن العباس وعلي بن ابي طالب فكره ونظره ، مقتصراً ممن علم حاله ومذهبه منهم على علمه ، وبالغاً في المسألة عمن خفي عليه امره جهده وطاقته ، حتى استقصى امورهم معرفة ، وابتلى اخبارهم مشاهدة ، واستبرأ احوالهم معانيه ، وكشف ما عندهم مسألة.
فكان خيرته بعد استخارته الله واجهاده نفسه في قضاء حقه في عباده وبلاده في البيتين جميعاً:
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب.
لما رأى من فضله البارع وعلمه النافع وورعه الظاهر وزهده الخالص وتخليه من الدنيا وتسلمه من الناس...
وقد استبان له ما لم تزل الاخبار عليه متواطئة والالسن عليه متفقه والكلمة فيه جامعة ، ولما لم يزل يعرفه به من الفضل يافعاً ، وناشأً وحدثاً ومكتهلاً فعقد له بالعقد والخلافة من بعده واثقاً بخيرة الله في ذلك ، اذ علم الله انه فعله ايثاراً له ، وللدين ، ونظر للاسلام والمسلمين ، وطلباً للسلامة ، وثبات الحجة ، والنجاة في اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين.
ودعا امير المؤمنين ولده ، واهل بيته وخاصته وقواده وخدمه فبايعوا مسارعين مسرورين ، عالمين بايثار امير المؤمنين طاعة الله على الهوى في ولده وغيرهم ، ممن هو اشبك منه رحماً ، واقرب قرابة.
وسماه الرضا ، اذ كان رضا عند امير المؤمنين فبايعوا معشر اهل بيت امير المؤمنين ، ومن بالمدينة المحروسة ، من قواده وجنده وعامة المسلمين ، لامير المؤمنين ، وللرضا من بعده علي بن موسى على اسمه وبركته وحسن قضائه لدينه وعبادة ، بيعة مبسوطة اليها ايديكم منشرحة لها صدوركم عالمين بما اراد امير المؤمنين بها واثر طاعة الله والنظر لنفسه ولكم فيها شاكرين الله على ما أل لهم امير المؤمنين بها: من قضاء حقه في رعايتكم وحرصه على رشدكم وصلاحكم ، راجين عائده ذلك في جمع الفتكم وحقن دمائكم ، ولم شعثكم وسد ثغوركم ، وقوة دينكم ، ورغم عدوكم ، واستقامة اموركم.
وسارعوا الى طاعة الله ، وطاعة امير المؤمنين ، فانه الامن ان سارعتم اليه ، وحمدتم الله عليه ، عرفتم الحظ فيه ان شاء الله.
وكتب بيده يوم الاثنين ، لسبع خلون من شهر رمضان ، سنة (201هـ/816م).
ثم انه تقدم الى علي بن موسى ، وقال له: اكتب خطك بقبول هذا العهد واشهد الله ، والحاضرين عليك بما تعده في حق الله ورعاية المسلمين فكتب الامام الرضا (عليه السلام) على ظهر العهد بخطه ، بعد البسملة:
الحمد لله الفعال لما يشاء ، ولامعقب لحكمة ولا راد لقضائه يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ، وصلاته على نبيه خاتم النبين واله الطاهرين.
اقول: وانا علي بن موسى جعفر: ان امير المؤمنين عضده الله بالسداد ، ووفقه للرشاد عرف من حقنا ما جهله غيره ، فوصل ارحاماً قطعت ، وامن نفساً بل احياها ، وقد تلفت ، واغناها اذا افتقرت مبتغياً رضى رب العالمين لايريد جزاءً من غيره ، وسيجزي الله الشاكرين ولايضيع اجر المحسنين.
وانه جعل اليّ عهده ، والامرة الكبرى ان بقيت بعده ، فمن حل عقدة امر الله بشدها ، وفصم عروة احب الله ايثاقها ، فقد اباح الله حريمه واحل محرمه ، اذ كان بذلك زارياً على الامام منتهكاً حرمة الاسلام بذلك جرى السالف ، فصبر منه على الفلتات ، ولم يعترض على العزمات ، خوفاً من شتات الدين واضطراب حبل المسلمين ، ولقرب امر الجاهلية ورصد فرصة تنتهز ، وبايقة تبتدر.
وقد جعلت الله على نفسي ، ان استرعاني في امر المسلمين وقلدني خلافته ، العمل فيهم عامة ، وفي بني العباس بن عبد المطلب خاصة بطاعته وطاعة رسوله (صلى الله عليه واله) ، وان لاسفك دماً حراماً ولا ابيح فرجاً ولامالاً ، الا ما سفكته حدود الله واباحته فرائضه ، وان اتخير الكفاءة جهدي وطاقتي وجعلت بذلك على نفسي عهداً مؤكداً ، يسألني الله عنه ، فانه عزوجل يقول: (واوفوا بالعهد ، ان العهد كان مسؤولاً)(1).
وإن احدثت او غيّرت او بدلت كنت للغير مستحقاً وللنكال متعرضاً واعوذ بالله من سخطه واليه ارغب في التوفيق لطاعته والحول بيني وبين معصيته في عافيةٍ لي وللمسلمين.
والجامعة والجفر يدلان على ضد ذلك ، وما ادري ما يفعل بي ولابكم ان الحكم الا لله يقضي بالحق وهو خير الفاصلين.
لكني امتثلت امر امير المؤمنين واثرت رضاه ، والله يعصمني واياه ، واشهدت على نفسي بذلك ، وكفى بالله شهيداً.
وكتبت بخطي ، بحضرة امير المؤمنين ، اطال الله بقاءه والفضل بن سهل ، ويحيى بن اكثم(*) وبشر بن المعتمر(**) وحماد بن النعمان(***) في شهر رمضان سنة (201هـ/816م).
وكتب الفضل بن سهل ما صورته: رسم امير المؤمنين –طال الله بقاءه- قراءة هذه الصحيفة التي هي صحيفة الميثاق نرجو ان نجوز السراط ظهرها وبطنها بحرم سيدنا رسول الله (صلى الله عليه واله) بين الروضة والمنبر ، على رؤوس الاشهاد ، بمرأى ومسمع من وجوه بني هاشم وساير الاولياء والاجناد بعد استيفاء شروط البيعة عليهم بما اوجب امير المؤمنين الحجة به على جميع المسلمين الحجة به ولتبطل الشبه التي كانت اعترضت اراء الجاهلين.
كتبه الفضل بن سهل في التاريخ المعين فيه.
وكتب يحيى بن اكثم القاضي ما صورته: شهد يحيى بن اكثم على مضمون هذه الصحيفة ظهرها وبطنها ، وكتب بخطه بالتاريخ المعين فيه.
وكتب حماد بن النعمان ما صورته: شهد حماد بن النعمان بمضمون ظهره وبطنه.
وكتب بشر بن المعتمر ما صورته: شهد بمثل ذلك بشر بن المعتمر بخطه بالتاريخ)(1).
مظاهر ولاية العهد
لقد اسبغ الخليفة المأمون على بيعة الامام الرضا (عليه السلام) صفاتها الشرعية ، فامر بضرب النقود الذهبية والفضية الدنانير والدراهم ، وجعل عليها اسم الرضا (عليه السلام)، كما تم تغير شعار العباسيين الاسود بالشعار الاخضر والذي يقول عنه الخليفة بأنه لباس اهل الجنة ، كذلك كتب الى سائر الولايات الاسلامية بأخذ البيعة بولاية العهد للامام (عليه السلام) وعهد ان يحج بالناس في سنة (201هـ/816م) اخو الامام (عليه السلام) ابراهيم بن موسى بن جعفر (عليه السلام)(1).
وعلى ما يبدو لنا لم يكن من ولاية العهد سوى تأية بعض الفروض الدينية لاسيما صلاة الاستسقاء(*) وصلاة العيد والمناظرات والمحاجات الدينية والعلمية مع المذاهب والاديان الاخرى التي كانت بتكليف من الخليفة نفسه.
صلاة العيد
روى الريان بن الصلت قال: لما حضر العيد وكان قد عقد للامام (عليه السلام) الامر بولاية العهد ، بعث المأمون اليه في الركوب الى العيد والصلاة بالناس والخطبة لهم ، فبعث الامام (عليه السلام) للمأمون يقول له: قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول الامر فاعفني من الصلاة بالناس ، فقال له المأمون: انما اريد بذلك ان تطمئن قلوب الناس ويعرفوا فضلك ... ، ولم تزل الرسل تتردد بينهما في ذلك فقد اصر المأمون على ذلك ، وارسل الامام (عليه السلام) ان اعفني فهو احب الي ، وان لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) وامير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) فقال له المأمون اخرج كيف شئت ، وامر المأمون القواد والحجاب ان يبكروا الى باب الامام (عليه السلام) فقعد الناس في الطرقات والسطوح واجتمعت النساء والصبيان ينتظرون خروجه ، وصار جميع القواد والجند الى بابه فوقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس ، فاغتسل الامام (عليه السلام) ولبس ثيابه وتعّمم بعمامة بيضاء من قطن القى طرفاً منها على صدره وطرفاً بين كتفه ومس شيئاً من الطيب واخذ بيده عكازه وقال لمواليه افعلوا مثل ما افعل فخرجوا بين يديه وهو حافٍ قد شمر سراويله الى نصف الساق وعليه ثياب مشمرة فمشى قليلاً ورفع رأسه الى السماء وكبر وكبر مواليه معه ثم مشى حتى وقف على الباب فلما رأه القواد والجند على تلك الصورة ، سقطوا كلهم من دوابهم الى الارض وكان احسنهم حالاً من كان معه سكين قطع بها شراكة نعليه ونزعها وتحفى ، وكّبر الامام (عليه السلام) على الباب وكّبر الناس معه فخيل الينا الى السماء والحيطان تجاوبه ، وتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج لما رأوا ابا الحسن (عليه السلام) وسمعوا تكبيره ، وبلغ المأمون ذلك فقال له الفضل بن سهل ذو الرئاستين: يا امير المؤمنين ان بلغ الرضا المصلى على هذا السبيل فُتّنَ به الناس وخفنا كلنا على دمائنا فانفذ اليه ان يرجع ... ، فبعث اليه المأمون ، وقال: قد كلفناك شططاً واتعبناك ، ولست احب ان يلحقك مشقة فارجع وليصلي بالناس من كان يصلي بهم على رسمه ... ، فدعا الامام (عليه السلام) بخفة فلبسه وركب ورجع فاختلف امر الناس ولم تنتظم صلاتهم(1).
موقف المعارضين من البيعة لولاية العهد
أمتنع جماعة من انصار الخليفة المأمون في مبايعة الامام (عليه السلام) لولاية العهد فحقدوا عليه ونقموا على الخليفة بالبيعة له ، وهم عيسى بن يزيد الجلودي وعلي بن ابي عمران(*) وابو يونس(**)، فأمر الخليفة باخراجهم من السجن فلما مثلوا عنده ، رأوا الامام الرضا (عليه السلام) في المجلس ازدادوا غيظاً وغضباً ، وانبرى علي بن عمران ، فقال: اعيذك يا امير المؤمنين ان تخرج هذا الامر الذي جعله الله لكم وخصكم به وتجعله في ايدي اعدائكم ، وما كان آباؤك يقتلونهم ويشردونهم في البلاد ، فصاح الخليفة: ... وانت بعد على هذا؟ ... ، ثم امر بضرب عنقه فنفذ ذلك فيه ، وجاء بعده ابو يونس وقال: يا امير المؤمنين هذا الذي بجنبك والله صنم يعبد من دون الله ... ، فأمر بضرب عنقه ، وادخل عيسى الجلودي ، وكان من اعداء اهل البيت (عليه السلام)، وله قضية سابقة مع الامام (عليه السلام) وهو عندما بعثه الخليفة الرشيد للهجوم على بيت الامام الرضا (عليه السلام) بالمدينة ، فاراد سلب اهل بيته من ثياب وحلي ، فأبى الامام (عليه السلام) واوعده ان يأتي ما اراد ، فدخل الامام (عليه السلام) فجمع كل الحلي والحلل وجاء بها الجلودي ، وكان الخليفة يعرف القصة ، فقال الخليفة للامام (عليه السلام): (ياسيدي هذا الذي فعل ببنات رسول الله (صلى الله عليه واله) ما فعل من سلبهن؟ ...) ، ونظر الجلودي الى الامام (عليه السلام) في المجلس يكلم الخليفة بالعفو عنه ، فظن انه يريد الانتقام منه لما فعله معه ، فقال الجلودي: يا امير المؤمنين اسألك بالله ، وبخدمتي للرشيد ان لاتقبل قول هذا [الرضا (عليه السلام)] فيه ... ، والتفت الخليفة الى الامام (عليه السلام) فقال له: يا ابا الحسن قد استعفني ، ونحن نبر بقسمه ... ، وخاطبه الخليفة للجلودي فقال له: لا والله لا اقبل قوله فيك ، والتفت الى الشرطة وقال لهم: الحقوه بصاحبه ، وضرب عنقه(1).
كذلك العباسيون في بغداد من اشد المعارضين لبيعة الامام الرضا (عليه السلام) فأعلنوا خلعهم للخليفة المأمون ونصبوا بدلاً عنهم ابراهيم بن المهدي وسنبينه لاحقاً.
المبحث الثالث / مناظراته واحتجاجه مع الطوائف والاديان الاخرى
موقفه ضد الغلاة والواقفة(*)
سئل الخليفة المأمون الامام الرضا (عليه السلام) ذات يوم عن الغلاة فقال (عليه السلام): (حدثني ابي موسى بن جعفر عن ابيه محمد بن علي عن ابيه علي بن الحسين عن ابيه الحسين عن ابيه علي بن ابي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه واله) لاترفعوني فوق حقي ، فأن الله تبارك وتعالى اتخذني عبداً قبل ان يتخذ نبياً ، قال الله تبارك وتعالى: (ماَ كانَ لَبشرٍ أن يؤَتيهُ الله الكتابَ والحكُم والنبوَة ثمُ يَقُولَ للِناَسَ كونوا عَباداً الي من دُوَنَ اللهِ)(1).
وفي رده عن شبهة المعجزات التي تشبث بها الغلاة قال (عليه السلام): (لما ظهر منه (الفقر والفاقة) دل على ان هذه صفاته وشاركه فيها الضعفاء المحتاجون لاتكون المعجزات فعله ، فعلم بهذا الذي اظهره من المعجزات انما كانت فعل القادر الذي لايشبه المخلوقين ، لافعل المحدث المحتاج المشارك للضعفاء في صفات الضعف ...)(2)، ويقول الامام علي امير المؤمنين (عليه السلام): لاتتجاوز بنا العبودية ، ثم قولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا وأياكم والغلوّ كغلو النصارى فأني بريء في الغالين ، ويؤكده الامام الرضا (عليه السلام) ذلك بقوله: ان من تجاوز بأمير المؤمنين (عليه السلام) العبودية فهو من المغضوب عليهم ومن الضالين(3).
وقد اشار الرضا (عليه السلام) بأن الغلاة كفار وأن: (... من جالسهم او خالطهم او اكلهم او شاربهم او واصلهم او زوجهم او تزوج منهم او امنهم وائتنم على امانة او صدق حديثهم او اعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MY LOVER
°o.O ( وادي متميز ) O.o°
MY LOVER


المشاركات : 817
تاريخ التسجيل : 24/09/2011

الــــعمـــر : 32
الـاقــامــــة : العـــ بغداد ـــراق
الجنس : ذكر
قوة النشاط : 5540
الـشعبية : 1

نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام   نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام I_icon_minitimeالسبت 22 أكتوبر 2011, 1:13 pm


يسلمووووووووووووو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنوتة العراقية
ll O ll مشرفة وادي الـمواضيــع العــامـــة + وادي الجامعات والمعاهد العراقية ll O ll
ll O ll مشرفة وادي الـمواضيــع العــامـــة + وادي الجامعات والمعاهد العراقية ll O ll
بنوتة العراقية


المشاركات : 316
تاريخ التسجيل : 02/10/2011

الــــعمـــر : 31
الجنس : انثى
قوة النشاط : 5102
الـشعبية : 10

نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام   نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام I_icon_minitimeالسبت 22 أكتوبر 2011, 9:21 pm

يسلمووووووووو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وسام نستله
°o.O ( وادي جديد) O.o°



المشاركات : 42
تاريخ التسجيل : 05/10/2011

الــــعمـــر : 32
قوة النشاط : 4659
الـشعبية : 0

نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام   نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام I_icon_minitimeالثلاثاء 25 أكتوبر 2011, 11:56 am

شكرااااااااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حميد السماوي
°o.O ( وادي بلا رتبه ) O.o°



المشاركات : 14
تاريخ التسجيل : 18/10/2011

الــــعمـــر : 42
قوة النشاط : 4620
الـشعبية : 0

نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام   نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام I_icon_minitimeالخميس 27 أكتوبر 2011, 5:51 pm

شكرااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
][ الـمدبـر الـعامـ ][
][ الـمدبـر الـعامـ ][
Admin


المشاركات : 5185
تاريخ التسجيل : 13/04/2007

الــــعمـــر : 33
الـاقــامــــة : العراق
الجنس : ذكر
قوة النشاط : 13301
الـشعبية : 11

نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام   نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام I_icon_minitimeالخميس 03 نوفمبر 2011, 10:59 pm

شكرا ع الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://wady-raf.yoo7.com
تي ان تي
°o.O ( وادي متدرج ) O.o°
°o.O ( وادي متدرج ) O.o°
تي ان تي


المشاركات : 111
تاريخ التسجيل : 05/04/2009

الــــعمـــر : 40
الـاقــامــــة : مخزن المتف
قوة النشاط : 5657
الـشعبية : 0

نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام   نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام I_icon_minitimeالسبت 12 نوفمبر 2011, 2:52 pm

مشكورررررر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نبذه عن حياه الامام الرضا عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات وادي الرافدين :: ||◆◇ الأقـسـام الـدينية Religious ◇◆|| :: منتدى الدين الاسلامي-
انتقل الى: